يسيطر الخوف على الكثير من رواد الأعمال المقبلين على هذا العالم، ما قد يعيق إطلاق مشاريعهم بقوة، لا يمكننا الادعاء أن مسؤولية ريادة المشاريع بالأمر اليسير، بل على العكس، فإنه يتطلب تفانياً وإخلاصاً في العمل، بالإضافة للإيمان فكرة المشروع الريادي. ولكن يساعدك معرفة الاستراتيجيات الصحيحة والنصائح للبدء بقوة. فإن كنت رائد أعمال مبتدئ، إليك أهم النصائح لمساعدتك على انطلاق مشروعك الناشئ:
1. لا تضيع وقتك في البحث عن المثالية أطلق مشروعك
قد تسيطر على الكثيرين من رواد الأعمال المبتدئين المثالية عند إطلاق مشاريعهم للأسواق، فيأخذون الكثير من الوقت في التخطيط والتعديل على جميع جوانب المشروع، وقد يكون البحث عن المثالية سبباً لتأخرك.
لا شك أن التخطيط الجيد هو مفتاح نجاح مشروعك. لكن، وقوفك عند هذه المرحلة قد يقلب الأمور رأساً على عقب ويجعل منك شخصاً متردداً لن ترَ مشروعك في الأسواق بدل أن تكون ريادي أعمال ناجح.
لذا، كل ما عليك فعله هو الاعتناء بتجهيز نسخة أولية MVP جيدة لمشروعك، والاستفادة من التغذية الراجعة للتعديل قدر المستطاع. من ثم أطلق مشروعك. وتأكد أنك لن تجد مشروعاً ريادياً خالياً من الأخطاء والهفوات، التي يمكنك تحسينها فيما بعد، والعمل على تحسين مشروعك أثناء مراقبة سير مشروعك وملاحظات العملاء.
2. ادرس السوق جيداً وافهم عملائك
من المهم فهم السوق الذي تنافس فيه جيداً قبل الخوض فيه، ويبدأ ذلك من مرحلة التخطيط الأولية. فقد تكون عدم الدراية الواسعة بخبايا السوق سبباً من أسباب فشل مشروعك. إذ يرتبط فهم السوق بالعديد من الجوانب الأخرى في المشروع، كمعرفة العملاء المناسبين واستهدافهم، و وضع الخطة التسويقية الملائمة للخدمة وثقافة العملاء.
كما ويساعدك معرفة السوق في وضع التسعير المناسب لخدمتك مجارياً قيمتها والفئة المستهدفة. عليك الاهتمام جيداً بدراسة السوق والمنافسين، لتجنب الكثير من الأخطاء وضمان توجيه خدماتك للعملاء المستهدفين، وذلك عن طريق إجراء بحث شامل للسوق عند وضع خطة العمل.
3. اهتم بصحتك النفسية والجسدية
يتطلب إطلاق مشروع جديد الكثير من العمل الشاق والتضحيات، سواء بوقتك أو بمالك والتفاني لإنجاح مشروعك، فقد تضطر للاعتذار عن الجلسات العائلية، وزيارة الأصدقاء، وتفويت الحفلات والمناسبات الاجتماعية، وكذلك التضحية بساعات النوم. سوف يجني هذا التعب ثماره، لكن استمرارك في إرهاق نفسك وإهمال صحتك النفسية سينعكس عليك بالسلب.
على ريادي الأعمال الناجح أن يتسم بمهارات حياتية تعيله على التعايش مع مشروعه باتزان، مثل مهارة التخطيط، وإدارة الوقت وتنظيمه، ومهارات إدارة المخاطر، بالإضافة إلى مهارات التواصل الفعال. ويساعد رواد الأعمال العيش بنمط حياة صحي متوازن وممارسة التمارين الرياضية؛ كالمشي يومياً، التخفيف من حدة الضغط النفسي الواقع عليهم. ما يشجعهم على إكمال مشاريعهم.
ولا يمكننا تجاهل أهمية أخذ قسط من الراحة والنوم الكافي ليلاً، الذي يؤثر بشكلٍ ملحوظ على تركيزك في عملك، وإمدادك بالطاقة اللازمة لمتابعة سير عمل مشروعك.
4. لا تخجل من طلب المساعدة
ريادة الأعمال ليست بالأمر اليسير، فهي تتطلب الكثير من الخبرات والمهارات التي تطال جميع الجوانب وليس فقط الخبرة المهنية. كريادي أعمال عليك الاطّلاع على تلك المهارات في التواصل مع الآخرين، وحل النزاعات والعديد من الجوانب المتعلقة بالتعامل مع الآخرين. وقد تواجه العديد من المواقف المصيرية التي يصعب عليك اتخاذ القرار الصائب، وهنا لا ضير في الاستعانة بمن هم أكثر منك خبرة في السوق كاستشاري ريادي الأعمال.
إذ يساعدك خبير و استشاري ريادي الأعمال على اتخاذ القرار الذي يصب في مصلحة مشروعك، بحكم مهاراته وخبرته في المجال. كما يمكنك الاستعانة وطلب المساعدة من رياديي الأعمال الأسبق، وإحاطة نفسك بالمجتمعات الريادية، بهذا تستطيع الاستفادة من خبراتهم وتجنب الوقوع بالكثير من أخطاء المبتدئين، وكذلك صقل مهاراتك مع الوقت، واتخاذ القرارات الأنسب والأصلح لمشروعك.
5. تميز بخدماتك
لا تقتصر المنافسة على المنافسين المحلين فقط، بل تتعدى الحدود الجغرافية لتجد منافسيك من شتى أرجاء العالم؛ وذلك بفضل التكنولوجيا وسهولة الاتصال في عصرنا هذا. لذلك، كان لزاماً عليك أن تطلق عنان الإبداع في كيفية تقديم خدماتك ومنتجاتك، ومحاولة خلق الميزة التنافسية التي تقدمها لعملائك، ما يجعلهم يصطفوك من بين جميع المنافسين.
إن خلق تجربة تعاون أو شراء إيجابية، كفيلة بالحفاظ على علاقة جيدة مع العملاء. وذلك عن طريق السعي لإرضاء العميل بكافة الوسائل. على سبيل المثال: يمكنك الاستعانة باستراتيجية Underpromise- over deliver وتعني ألا تقدم وعوداً لعملائك، بل قدم عروضاً؛ إن كنت صاحب شركة تسويق وطلب منك أحد العملاء كتابة خطة تسويقية له، وحددت موعد التسليم بأن يكون بعد شهر، لكنك اجتهدت بأن تقدمه بعد 20 يوماً على أكمل وجه وبأفضل جودة ممكنة.
بهذا تترك انطباعاً إيجابياً لديه، وستكون خيار الأول دوما، بل أنه أيضاً سيكون أداة تسويقية لصالحك، إذ أنه سينصح شركائه ومعارفه بك، وسيحدث الجميع عن إتقانك لعملك واحترامك لوقتهم.
6. استعنْ بتمويل الشركات الناشئة
يُعد الحصول على تمويل لبَدْء مشروعك من أكثر الخطوات صعوبة وتعقيداً، والتي قد تحول بينك وبين بدء انطلاق مشروعك. يمكنك اللجوء لحاضنات المشاريع الريادية التي تساعدك على تقديم الوسائل التقنية اللازمة، والإرشاد والتدريب الملائمين، بالإضافة إلى التشبيك مع المستثمرين والممولين. لذلك، احرص على تقديم مشروعك بشكلٍ مميز وجذاب.
بالحديث عن الأمور المالية، عليك متابعة نفقاتك وأوجه الصرف، ومن المتوقع منك كرائد أعمال مبتدئ، خفض نفقاتك لحين استقرار أعمالك. سيكون تخصيص صفحة في جداول إكسل Excel sheets حلاً عملياً لمراقبة نفقات مشروعك.
يمكننا مساعدتك في الحصول على تمويل
7. ضع الرجل المناسب في المكان المناسب
سيوفر لك توظيف الأشخاص المناسبين في أماكنهم الصحيحة الكثير من الوقت والجهد، فعند تعيين من هو أهلٌ للثقة في مكانه فسوف يقدم لك عملاً متقناً ولن تضيع وقتك في التعديلات، كما أنك لن تترك أعمالك لمراقبته في كل خطوة عند توكيله بالمهام.
قد تحتاج في بداية مشروعك للبحث عن موظفين متعددي المواهب والمهام، حيث تكون نفقاتك محدودة ومنخفضة. وعليك إعلامهم بذلك والتوضيح بأنك تستثمر في موظفين ذوي خبرة، وأنهم يستثمرون في هذا المشروع الريادي الناشئ.
لم يعد تواجدك على مواقع التواصل الاجتماعي ضرباً من الرفاهية، بل أصبح الزاماً عليك لتطوير ونشر مشروعك. إذ تأخذ خطة مواقع التواصل الاجتماعي social media plan حيزاً لا يستهان به في الخطة التسويقية للمشروع.
يمكنك عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي العثور على مستثمرين وشركاء لمشروعك، كما يمكنك التعرف على موظفين جيدين عن طريق منصة مهنية، مثل لنكدان linkedin. لذا، عليك استغلال قوة التواجد الرقمي للنشر مشروعك، وذلك من خلال جعل ملفات التعريف الخاصة بشركتك جذابة وقوية، والالتزام بتوافق كتاباتك مع معايير محركات البحث لتتصدر أولى نتائج البحث.
الخاتمة
وأخيراً، إن من أهم النصائح التي يمكن تقديمها في هذا المقام هي أن تستثمر في نفسك وعلمك وأدواتك، وعدم الاكتفاء بمرحلة معينة، إذ أنك ستصبح خبيراً مع تراكم المواقف والأزمات التي تتعرض لها.
وكن مستعداً لتلك اللحظات التي لا تجرِ الأمور على أكمل وجه كما تريد، إذ يتأثر مشروعك بالظروف المحيطة. فاستعد لمثل هذه المواقف عن طريق التفكير بإيجابية عن طرق لحل لاستدراك الموقف، وأخذه كوسيلة لتحسين استراتيجيتك ومهاراتك.