تتنوع أشكال التمويل الخاصة بالشركات الناشئة، ما بين التمويل الذاتي الذي يكتفي صاحبه بما يملكه من رأس مال أو بما يحصل عليه من الأقارب والأصدقاء، ليتعدى ذلك الى التمويل من قبل المستثمرين وصناديق الاستثمار الجريء والمؤسسات وغيرها.
في هذا المقال سنتحدث عن أحد أهم أشكال التمويل، وهو الاستثمار الجريء.
ما هو الاستثمار الجريء؟
يسمى أيضا برأس المال المخاطر وهو نوع من أنواع التمويل(رأس المال) الذي يقدم للشركات الناشئة التي لا تقدر على تغطية التكاليف في مراحلها المختلفة ويكون لديها إمكانية توسع عالية وواعدة، مقابل حصص في المنشآت التي يستثمرون بها، على الرغم من أن لدى المستثمرون بهذه الشركات رؤية أمل كبيرة بتحقيق عوائد كبيرة الا أن نسبة المخاطرة بها تكون عالية.
وليس شرطا أن يكون الاستثمار المقدم على شكل نقدي، وربما يأخذ شكل أخر كأن يكون خبرات ومهارات فنية أو خدمات إدارية، ولكن الجانب السلبي في هذا الاستثمار أن المستثمرون يحصلون على أسهم ملكية في الشركة التي يستثمرون بها وبالتالي يكون لهم الأحقية في اتخاذ القرارات، وربما يسلبون هذا الحق من صاحب المشروع.
ألية عمل شركات الاستثمار الجريء
هنا نوعين من الشركاء المسئولون عن الاستثمار في الشركات الناشئة، النوع الأول يكون مسئول عن تقديم الدعم المالي ويطلق عليهم اسم الشركاء المحدودون، أما النوع الثاني فهم الشركاء العامون الذين يكون دورهم اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار والتعامل مع الشركات الناشئة لتحقيق الأهداف والأرباح.
كيف تتم عملية الاستثمار الجريء؟
- تقديم نموذج أو خطة عمل من قبل الشركة الناشئة
- دراسة تحليلية وتفصيلية لخطة العمل من قبل المستثمرين
- التعهد من قبل المستثمرين بعد اجراء الدراسة بضخ التمويل اللازم، مقابل حصة ملكية ويتم توفير هذه الأموال عادة على دفعات
مراحل الاستثمار الجريء
مرحلة البذرة
يكون بها المنتج مجرد فكرة كبذرة ولدت جديد، ويجب على أصحاب المشاريع تقديم هذه الفكرة بشكل يجذب المستثمرين ويقنعهم بمدى نجاحها و وأنها فكرة استثمارية واعدة
في حالة نجاح صاحب المشروع بإقناع المستثمر، فإنه يقوم بتقديم التمويل اللازم لتحويل هذه الفكرة الى منتج أو خدمة، والبدء بتكوين فريق عمل وتطوير خطة العمل.
مرحلة بدء التشغيل
أصبح لدى الشركة خطة عمل متكاملة حول طبيعة السوق والعملاء وشكل عرض المنتج، وتتطلب مبالغ نقدية كبيرة لبدء الحملات التسويقية الخاصة بالمنتج.
المرحلة الأولى
هي مرحلة البدء الفعلي بالعمل، فأصبح هناك منتج ومبيعات وبالتالي تتطلب هذه المرحلة حصة أكبر من رأس المال مقارنة بالمراحل السابقة.
مرحلة التوسع
تشمل تحسين المنتج وتطويره وبالتالي توسع الشركة والسوق المستهدف
مرحلة الجسر
في ذه المرحلة تكون الشركة قد وصلت لمراحل متقدمة( مرحلة النضج) وبالتالي يحق للمستثمرين بيع الاستثمار لتحقيق عوائد مجزية، وبالمقابل يتم السماح للمستثمرين الجدد بالدخول.
مميزات الاستثمار الجريء:
- قاعدة كبيرة من الخبرات الإدارية والتجارية حيث يعتبر الاستثمار الجريء مصدر مليء بأصحاب الخبرات والاستشارات التوجيهية التي تفيد الشركات الناشئة وتساعدها ي اتخاذ القرارات المصيرية.
- دعم قانوني وضريبي للشركات الناشئة، حيث أن الشركات في مراحلها الأولية تحتاج الى مثل هذا الدعم، تمثل أيضا ضمان لنجاح ونمو أسرع.
- شبكة علاقة واسعة مع رواد أعمال ومستثمرين محتملين.
سلبيات الاستثمار الجريء:
- سلب حق أصحاب الشركات في اتخاذ القرارات بشكل كامل بسبب تدخل المستثمرين في القرارات الإدارية.
- المخاطرة بها عالية من حيث القدرة على تحقيق الأرباح والعوائد بشكل يغطي كافة المستثمرين.
ما هي مواصفات المستثمر الجريء الناجح؟
- يمتلك سجل تجاري قوي
- لديه أوراق اعتماد تجارية
- أن يكون قادر على الاستثمار سواء ماديا أو لديه الخبرة اللازمة.
- القدرة على تحديد الفرص التجارية واقتناصها
- لديه روابط وعلاقات ذات الصلة بالمجال.
عند اتخاذ قرار الاستثمار الجريء ماهي الأسئلة التي يجب أن يكون لدي جواب واضح لها:
- هل تمتلك الشركة إمكانية للنمو والتوسع بشكل سريع؟
- هل لدي فريق عمل مميز وقادر على تحمل مسئولياته بدقة؟
- وهل الخدمة التي تقدمها شركتي لها ميزة تنافسية قوية أو نقطة بيع مميزة؟
- هل يمكن حمايتها بحقوق الملكية الفكرية؟
- وهل أنا لدي استعداد لبيع بعض أسهم الشركة إلى مستثمرين والتنازل عن بعض القرارات الادارية؟
هناك عوامل مهمة تعتبر العامل الحاسم في اتخاذك قرار الموافقة على دخول مستثمرين الى شركتك الناشئة، وأهمها توافر عنصر الخبرة والمهارة اللازمة لديك من عدمه، في حالة أنك تفتقر إلى الخبرة ويمكن أن تحظى بالدعم الإضافي، فإن فرصة الاستثمار الجريء تعتبر فرصة مميزة لك، ناهيك عن اكتسابك سلسلة معارف وعلاقات تجارية واسعة تمكنك من تجاوز العديد من العقبات خاصة في المراحل الأولى الخاصة بشركتك.
